فتق الحجاب الحاجز واحد من العيوب الخلقية عند حديثي الولادة التي تحدث نتيجة عدم اكتمال نمو الحجاب الحاجز، وهو العضلة التي تفصل بين أعضاء الصدر والبطن. ويحدث هذا العيب الخلقي بمعدل حالة واحدة من كل 2500 – 3000 مولودًا.
في مقال اليوم سوف نتحدث عن اسباب فتق الحجاب الحاجز ومضاعفات الحالة وكيف يتم علاجها.
ما اسباب فتق الحجاب الحاجز عند الجنين؟
الفتق الحجابي عند الأجنة يرجع إلى عدم اكتمال نمو الحجاب الحاجز في أثناء تكوين الجنين مما يسمح بدخول أعضاء البطن إلي تجويف الصدر، ويؤدي ذلك إلى عدم اكتمال نمو الرئتين بشكل صحيح.
ولا تزال اسباب فتق الحجاب الحاجز غير معروفة، فيحدث أحيانًا نتيجة مشكلة جينية، أو قد يكون وراثيًا، وفي حالات أخرى يحدث فتق الحجاب الحاجز دون سبب واضح أو محدد.
للمزيد: اسباب الفتاق عند الأطفال.
للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق
هل فتق الحجاب الحاجز خطير للجنين؟
فتق الحجاب الحاجز قد يكون بسيطًا أو مهددًا لحياة الطفل ومن مضاعفات الإصابة بفتق الحجاب الحاجز ما يلي:
- أمراض الرئة المزمنة: من الحالات التي يحتاج فيها الطفل إلى الحصول على الأكسجين حتى بعد خروجه من المستشفى.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي: حالة تكون فيها الأوعية الدموية الموجودة في الرئة ضعيفة ولا تستطيع القيام بدورها الأساسي في تبادل الغازات.
- ارتجاع المريء: مشكلة تؤدي إلى انتقال أحماض المعدة إلى المريء مما يسبب حرقة المعدة وبعض الاضطرابات الهضمية.
- تأخر في النمو: بسبب عدم حصول الطفل على السعرات الحرارية اللازمة لنموه، فالطفل المصاب بفتق الحجاب الحاجز يواجه صعوبات في البلع والرضاعة.
كيف يتم اكتشاف و تشخيص فتق الحجاب الحاجز؟
يتم تشخيص فتق الحجاب الحاجز الخلقي من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية في أثناء الحمل، وهو فحص يكشف عن الآتي:
- حجم السائل الأمينوسي الزائد.
- وجود محتويات البطن في صدر الجنين.
- حجم الرئة، عن طريق مقارنته بالحجم المتوقع في هذه المرحلة.
ويمكن أيضًا تشخيص الفتق الخلقي بعد الولادة إذا كان المولود يعاني الأعراض التالية:
- صعوبة في التنفس ناتجة من عدم اكتمال نمو الرئتين.
- صعوبة البلع.
- زيادة معدل التنفس بسبب انخفاض الأكسجين في الجسم ومحاولة الرئتين تعويض هذا النقص، فتعمل بشكل أسرع.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- تحول لون الجلد إلى الأزرق بسبب نقص الأكسجين.
كيفية علاج فتق الحجاب الحاجز عند حديثي الولادة
عند تشخيص الجنين بفتق الحجاب الحاجز في أثناء مرحلة الحمل، تتم المتابعة الدورية للأم بالفحص بالموجات فوق الصوتية لمراقبة نمو الطفل حتى موعد الولادة، فالمتابعة وتشخيص العيوب الخلقية في وقت مبكر من الحمل يساعد على توقع المخاطر المحتملة بعد الولادة والاستعداد لوقت الولادة بشكل كبير للحد من هذه المخاطر.
أما بعد الولادة مباشرة، يتم نقل المولود المصاب بفتق الحجاب الحاجز إلى غرفة الرعاية المخصصة لحديثي الولادة (الحضانة)، ويكون الهدف من هذه المرحلة الحفاظ على استقرار حالة الطفل قدر الإمكان لتحسين أداء الرئتين.
ويبقى الطفل على جهاز التنفس الصناعي وقد يوضع على جهاز القلب والرئة إذا كانت حالته غير مستقرة لتوصيل الأكسجين للطفل.
عملية إصلاح فتق الحجاب الحاجز
يحدد الفريق الطبي بقيادة جراح الأطفال المسؤول عن حالة الطفل المصاب بفتق الحجاب الحاجز موعد إصلاح الفتق بناءًا على حالة الطفل في الأيام الأولى بعد الولادة.
ويتلقى الطفل تخديرًا كليًا، ويتم إجراء شق أسفل القفص الصدري، ومن خلاله يعيد الجراح الأعضاء الموجودة في الصدر إلى أسفل البطن، ثم يُغلق الفتحة الموجودة في الحجاب الحاجز، ويسمح ذلك للرئتين بالاستمرار في النمو بطريقة طبيعية.
متى التعافي بعد جراحة فتق في الحجاب الحاجز؟
يحتاج الطفل بعد العملية البقاء في وحدة العناية المركزة للأطفال، وتعتمد مدة إقامته في المستشفى على شدة الفتق ومدى استجابته للعلاج.
وبعد تعافي الطفل والتأكد من استقرار وظائف رئتيه، يتم فصل جهاز التنفس الصناعي عنه تدريجيًا، وتبدأ مرحلة إرضاعه من حليب الأم أو الحليب الصناعي ببطء من خلال أنبوب أنفي معدي، وبعد إزالة أنبوب التنفس يمكن إرضاع الطفل من الفم.
وسيحتاج الطفل إلى متابعة دقيقة بعد عملية فتق الحجاب الحاجز للاطمئنان على حالته الصحية خلال الفترات الأولى من عمره، لذلك نوصي الأهل بمراقبة حالة أطفالهم جيدًا بعد الخضوع للجراحة ليكتشفوا أي أعراض قد تظهر عليهم مبكرًا، ونؤكد أيضًا على ضرورة الالتزام بتعليمات دكتور جراحة الاطفال فيما يتعلق بالرضاعة ومواعيد المتابعة الطبية في العيادة.