يُولد بعض الأطفال الذكور بالإحليل السفلي، ذلك العيب الخُلقي الشائع الذي تكون فيه فتحة البول في غير موضعها الطبيعي برأس القضيب بسبب قِصر المجرى البولي، الأمر الذي يؤدي إلى تدفق البول في اتجاهات مختلفة عوضًا عن الاتجاه المستقيم.
وحتى تصير تلك الفتحة برأس العضو الذكري ويتبول الطفل بصورة طبيعية، لا بُدّ من إجراء عملية الإحليل السفلي، وخلال مقالنا التالي سوف نوافيكم بمزيد من المعلومات حولها.
للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق
هل تُعالَج جميع درجات الإحليل السفلي بالجراحة؟
نعم، تحتاج جميع درجات الإحليل السفلي عند الأطفال التدخل الجراحي لعلاجها حتى وإن كانت بسيطة، فمع مرور الوقت قد تؤدي إلى حدوث بعض المشكلات التي تؤثر في صحته الجنسية مُستقبلًا، مثل ضعف الخصوبة وانحناء القضيب، ما قد ينعكس على جودة الانتصاب والقذف.
وفي هذا الصدد، نوضح لكم فيما يلي ما هي درجات الإحليل السفلي عند الأطفال:
- الدرجة الأولى: وتُعد أبسط درجات الإحليل السفلي، إذ تكون الفتحة أسفل رأس القضيب مباشرة.
- الدرجة الثانية: وفيها تبدو فتحة المجرى البولي في منتصف جسم العضو الذكري.
- الدرجة الثالثة: وهي أشد درجات الإحليل حيثُ تكون الفتحة عند نقطة التقاء القضيب بكيس الصفن أو في كيس الصفن.
ما هو العمر المناسب لعملية الإحليل السفلي؟
يُفضل إجراء جراحة الإحليل السفلي بين عمر 6-12 شهرًا، إذ يصير التخدير أكثر أمانًا على صحة الطفل، كما يسهل على الوالدين العناية بموضع الجراحة خلال هذا السن.
كيف تُجرى عملية الإحليل السفلي؟
تسير خطوات العملية تحت تأثير التخدير الكلي، وخلالها يستأصل الطبيب جزءًا من جلد الطهارة الزائد لإطالة مجرى البول ومن ثم تصير الفتحة في موضعها الطبيعي برأس القضيب، ثم إصلاح الانحناء إن وُجد.
مدة إجراء عملية الإحليل السفلي
عادةً ما تستغرق عملية الإحليل السفلي ساعة ونصف، ثمَّ يُنقَل الطفل إلى غرفة الرعاية حتى تستقر مؤشراته الحيوية ويزول تأثير التخدير تمامًا، وحينها يسمح الطبيب بخروجه من المستشفى ليبدأ فترة النقاهة.
كم تستغرق مدة النقاهة من عملية الإحليل السفلي للأطفال؟
قد تختلف مدة النقاهة بين الأطفال، إذ يشعر بعضهم بالتحسن خلال مدة تصل إلى 6 أسابيع، والبعض الآخر يستغرق وقتًا أطول حتى يتعافى نهائيًا.
وفي تلك الأثناء، يجب على الوالدين اتباع التعليمات الموصى بها من قِبَل الطبيب بعناية لتسريع فترة التعافي، وأهمها ما يلي:
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل تغيير الحفاضات، للوقاية من العدوى.
- منع الطفل من الاستلقاء على بطنه أو تحريكه بواسطة الألعاب التي تتضمن الاهتزاز كثيرًا، مثل الحصان والأرجوحة.
- الذهاب إلى زيارات المتابعة الدورية التي يُحددها الطبيب.
التواصل مع الفريق الطبي فور ظهور العلامات التالية على الطفل:
- ارتفاع درجة الحرارة بما يتجاوز 38.9 درجة مئوية.
- صعوبة التبول.
- النزيف الحاد من موضع الجراحة.
- البكاء كثيرًا والنفور من الرضاعة جراء الشعور بالألم المستمر.
هل عملية الإحليل السفلي خطيرة؟
عملية الإحليل السفلي من الجراحات الآمنة للغاية، لكن في حالات نادرة قد ينجم عنها عدد من المضاعفات، أبرزها ما يلي:
- رد فعل تحسسي تجاه التخدير.
- العدوى والتهاب جرح العملية.
- النزيف.
- تكون الناسور البولي ونادرًا ما يحدث.
- ضيق مجرى البول الذي قد يسبب احتقان في المثانة والكلى والبروستاتا والخصيتين.
- التهابات المسالك البولية.
- انحناء القضيب مجددًا بعد فترة من الجراحة.
نسبة نجاح عملية الإحليل السفلي
تبلغ نسبة نجاح عملية الإحليل السفلي 98%، ويستطيع الطفل بعد التعافي منها التبول بصورة طبيعية والتمتع بحياة نسية طبيعية فيما بعد، وقد تختلف تلك النسبة بناءً على عدّة عوامل، من أهمها خبرة الجراح القائم على إجراء العملية وخبرة ومهارة الفريق الطبي المعاون له، فضلًا عن ذلك تلعب الرعاية المنزلية دورًا مهمًا في نجاح هذه الجراحة.
وفي الختام، نوصي أولياء الأمور بضرورة اختيار طبيب متمرس وماهر في جراحات الأطفال؛ لإجراء عملية الإحليل السفلي بأعلى نسب نجاح ممكنة دونَ تعرّض الطفل لأيٍ من مخاطرها المحتملة، كما ننصحهم بالالتزام بالتعليمات الموجهة بدقة حتى تمر فترة التعافي بأمان.
للمزيد إقرآ أيضا
ظهور الناسور بعد عملية الإحليل التحتي