هل يُمكن علاج فتق السرة بدون جراحة عند الرضع​؟

  • المقالات /
  • هل يُمكن علاج فتق السرة بدون جراحة عند الرضع​؟
علاج فتق السرة بدون جراحة عند الرضع

يُعدّ الفتق السري من الحالات الشائعة نسبيًا بين حديثي الولادة، إذ يصيب نحو 10% – 15% منهم، خاصةً أولئك الذين يولدون قبل الموعد الطبيعي -الخُدج- أو يعانون انخفاضًا في الوزن.

ويحدث الفتق عندما يندفع جزء من الأمعاء أو الأنسجة عبر عضلات البطن الضعيفة القريبة من موضع السُرة، وغالبًا ما يظهر في صورة تورم أو انتفاخ، وأحيانًا ما تحتاج تلك الحالة إلى علاج، ورغم ذلك قد يتضمن علاج بعض الحالات التدخل الجراحي.

وفي هذا السياق، يتساءل كثير من أولياء الأمور “هل يمكن علاج فتق السرة بدون جراحة عند الرضع؟ ومتى يصير العلاج ضرورة لا تحتمل التأخير؟” نُجيبكم عن تلك التساؤلات خلال مقالنا التالي.

للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق

هل هناك علاج للفتق السري بدون جراحة؟

نعم، فلا تحتاج معظم حالات الفتق السري إلى علاج جراحي، إذ يختفي الفتق من تلقاء نفسه ببلوغ الطفل عامه الأول أو الثاني، وأحيانًا قد تستمر لمدة تتراوح ما بين 3-5 سنوات.

علاوةً على ذلك، يُفضل الانتظار دونَ علاج حتى يتجاوز الطفل تلك المرحلة العمرية إذا كان الفتق صغير للغاية ولا يزداد حجمًا مع مرور الوقت.

وخلال مدة الانتظار، يتعين على الوالدين زيارة الطبيب بصفة دورية من أجل تقييم حجم الفتق وموقعه والتعامل سريعًا مع أي مضاعفات قد تحدث؛ حفاظًا على صحة الطفل.

اعتقادات متداولة بين الأهالي عن علاج فتق السرة بدون جراحة عند الرضع

يبحث الوالدين عن سبل علاج فتق السرة بدون جراحة عند الرضع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخلال رحلة البحث يجدون عدّة أساليب لإصلاح الفتق، ومنهم مَن يتبعها أملًا في شفاء صغيرهم، فما هي هذه السبل؟ وهل حقًا مجدية؟

تتضمن السُبل التي تداولها أولياء الأمور منذ قديم الزمن ما يلي:

  • لصق قطعة معدنية على موضع الانتفاخ.
  • وضع ضمادة أو أحد الأجسام البارزة على موضع الفتق.

هذه الوسائل غير نافعة على الإطلاق، بل تُصيب الطفل ببعض المخاطر، مثل العدوى وذلك بسبب تراكم الجراثيم حول الشريط اللاصق أو القطعة المعدنية، لذا يجب التوجه للطبيب لوصف العلاج المناسب في أقرب وقت ممكن.

متى يصير علاج الفتق السري عند الرضع ضرورة قصوى؟

يصير علاج الفتق السري عند الرضع ضرورة لا تحتمل التأخير إذا ظهرت على الفتق بعض التغيرات، أهمها:

  • أصبح الفتق مؤلمًا ويزداد حجمه مع مرور الوقت.
  • أصاب الطفل بأعراض مزعجة مثل التقيؤ المستمر.
  • تغير لون الجلد المحيط بالفتق إلى اللون الأحمر أو الأزرق.

وتُشير هذه العلامات إلى حدوث بعض المضاعفات الخطيرة التي تستلزم زيارة الطبيب في الحال، منها:

  • الانسداد المعوي، نتيجة بقاء جزء من الأمعاء خارج البطن وضعف تدفق الدم إليه، مما يسبب شعورًا بالغثيان.
  • اختناق الفتق، الذي ينجم عن انقطاع الإمداد الدموي عن الجزء البارز من الأمعاء، الأمر الذي يؤدي إلى تلف ذلك الجزء نهائيًا، وموت خلاياه، مما يُهدد صحة الطفل العامة.

الجراحة تُعدّ الخيار الأمثل لعلاج الفتق السري عند بعض الرضع

تُعدّ الجراحة الخيار الوحيد لعلاج الفتق السري إذا استمر الفتق بعد بلوغ سن الخامسة أو
تسبب في انسداد الأمعاء.

وتسير خطوات الجراحة تحت تأثير التخدير الكلي على النهج الآتي:

  • عمل شق جراحي صغير أسفل السُرة.
  • دفع الجزء البارز من الأمعاء إلى داخل البطن.
  • خياطة عضلات البطن الضعيفة التي اندفعت منها الأمعاء؛ لتقويتها ومنع تكرار الفتق.
  • إغلاق الجُرح بواسطة غرز طبية تجميلية.

ملحوظة: في بعض الحالات قد تُجرى عملية الفتق السري للأطفال بالمنظار، وهي ما يعده الأطباء أحد أساليب علاج فتق السرة بدون جراحة عند الرضع​، وذلك لأن المنظار لا يتطلب عمل شقوق جراحية كبيرة، كما أنه دقيق للغاية في أداء خطوات العملية دون مضاعفات.

كم تستغرق مدة عملية إصلاح الفتق السري عند الأطفال؟

تستغرق عملية إصلاح الفتق السري مدة تتراوح ما بين 20 إلى 30 دقيقة، وبعدها يبقى الطفل تحت الملاحظة مدة ساعتين حتى يستيقظ ويزول تأثير التخدير، ومن ثمَّ يسمح الطبيب بعودته إلى المنزل في نفس اليوم أو اليوم التالي.

ما الفرق بين الفتق السري والفتق الإربي عند الأطفال؟

قد يظن البعض أن الفتق السري والفتق الإربي حالة واحدة، لكن توجد اختلافات جوهرية بينهما، فالفتق الإربي يحدث نتيجة اندفاع جزء من الأمعاء عبر القناة الإربية الموجودة أعلى الفخذ.
أما عن أوجه التشابه بينهما، فتتمثل في أن الجراحة هي الخيار الأفضل في علاج الفتق الإربي عند الأطفال، والفتق السري الذي لا يلتئم تلقائيًا.

إضافة إلى أن الالتزام بأهم تعليمات ما بعد عملية الفتق الإربي عند الأطفال والفتق السري، يضمن تعافي الطفل سريعًا وعودته لحياته الطبيعة.

كما يتشابهان أيضًا في كون العوامل المؤثرة في تكلفة عملية الفتق الإربي عند الأطفال، هي نفسها التي تُحدد سعر جراحة الفتق السري، وأهمها خبرة الطبيب والتقنية المستخدمة في إجراء الجراحة.

أبرز الأسئلة الشائعة حول الفتق السري عند الرضع

تدور عديد من التساؤلات في أذهان الأهالي حول علاج الفتق السري عند الرضع ومدى تأثيره في صحتهم، لذا خصصنا الفقرات التالية للإجابة تفصيلًا عن تلك التساؤلات.

متى يكون الفتق خطير عند الرضع؟

يكون الفتق خطيرًا عند الرضع إذا كان كبيرًا في الحجم ومؤلمًا، وتسبب في حدوث انسداد بالأمعاء أو موت خلاياها، فحينئذ يُشكل خطورة بالغة على صحتهم.

هل الفتق الصغير يحتاج عملية؟

لا، فعادةً ما يكتفي الطبيب في حالات الفتق الصغير بمراقبة حجمه والانتظار حتى يختفي من تلقاء نفسه حتى بلوغ الطفل عمر 5 سنوات.

ما هو أفضل علاج للفتق السري؟

يتمثل أفضل علاج للفتق السري عند الأطفال في الخضوع للجراحة إذا لزم الأمر، فهي تعيد الأمعاء إلى موضعها الطبيعي داخل التجويف البطني وتحمي الطفل من خطر حدوث الانسداد المعوي الذي يؤثر في صحته العامة.

وفي الختام، يستحيل علاج فتق السرة بدون جراحة عند الرضع إذا ازداد الفتق في الحجم مع نمو الطفل، وصاحبته الأعراض المؤلمة المذكورة أعلاه، لذلك نوصيكم بضرورة التوجه للطبيب فور مُلاحظة هذه الحالة لتقييمها جيدًا وتحديد الإجراء المناسب لعلاجها.

للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق