إن فحص الخصيتين عند الأطفال ولا سيما الرضع عند الولادة أمر غاية في الأهمية، وذلك للاطمئنان والتدخل المبكر في حال ملاحظة مشكلة ما لا قدر الله، وعليه فإن هذا الأمر يثير قلق كل من الآباء والأمهات، وهو ما يجعلهم يبحثون عن شكل الخصيتين الطبيعي للأطفال في محركات البحث عبر الانترنت، وحرصًا منا على طمأنتهم سيقدم هذا المقال دليل شامل عن أهم العلامات التي تشير أن الأمر طبيعي أو يحتاج إلى زيارة طبيب متخصص من خلال الإجابة عن عدة أسئلة، فتابعونا.
للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق
شكل الخصيتين الطبيعي للأطفال: كيف أعرف أن خصية طفلي سليمة؟
لمعرفة ما إذا كانت الخصيتان سليمتين أم بهما مشكلة ما، يجب أن ينتبه الأهل إلى ثلاثة جوانب رئيسية، وهم المظهر والملمس والموقع، وهو ما سنوضحه تفصيليًا أدناه.
أولًا: المظهر والملمس
الخصيتان الطبيعيتان تكونان بيضاوية الشكل تشبه حبة الزيتون أو اللوز، ولهما ملمس ناعم وثابت بعض الشيء يشبه ملمس كرة مطاطية صغيرة، أما عن التماثل فمن الطبيعي أن تكون هناك خصية أكبر قليلًا من الأخرى أو أن تكون إحداهما معلقة بمستوى أدنى من الأخرى، وغالباً ما يُلاحظ ارتفاع الخصية اليمنى عند الأطفال عن اليسرى، وهذا التفاوت البسيط في الحجم والموقع لا يدعو للقلق.
أما عن شكل خصية الطفل الرضيع فتكون مثل مظهر وملمس الطفل الأكبر سنًا كما أوضحنا أعلاه، إلا أنها صغيرة الحجم ويزداد حجمها ببطء حتى مرحلة البلوغ.
ثانيًا: الموقع والنزول الطبيعي
يجب أن تكون الخصيتان في مكانهما الطبيعي داخل كيس الصفن، في بعض الأحيان لا تنزل الخصيتان أو أحداهما في كيس الصفن عند الولادة حتى حلول عمر 6 أشهر، وتسمى هذه الحالة بالخصية المعلقة، وهي مشكلة ينبغي متابعتها مع طبيب متخصص.
متى تنزل الخصية عند الأطفال؟
تبدأ الخصيتان في النزول من البطن إلى كيس الصفن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وعند الولادة غالبًا ما تكون الخصيتان قد نزلتا إلى مكانهما الصحيح في كيس الصفن، أما بالنسبة للأطفال الذين يولدون وخصية واحدة أو كلتا الخصيتين غير نازلة، فلديهم فرصة كبيرة للنزول التلقائي خلال الأشهر الستة الأولى من العمر.
ومع ذلك إذا بقيت الخصية معلقة ولم تنزل بحلول عمر 6 أشهر، فإنها تعد حينها خصية معلقة، وفي هذه الحالة يصبح من غير المرجح أن تنزل تلقائيًا، وهو الأمر الذي يلجأ فيه الطبيب للحل الجراحي مثل عملية الخصية المعلقة للأطفال بالمنظار.
هل انكماش الخصيتين طبيعي عند الأطفال؟
إن انكماش الخصيتين أو اختفائهما مؤقتًا عند الأطفال هو أمر طبيعي وشائع للغاية، ويُعرف طبيًا باسم الخصية النطاطة أو المهاجرة، ولا تُعد هذه الحالة مرضًا في حد ذاتها ولا تدعو للقلق في أغلب الأحيان، فالخصية النطاطة هي خصية نزلت بالفعل إلى كيس الصفن، لكنها تميل إلى الارتفاع بصورة مؤقتة إلى أعلى الفخذ أو المنطقة الأربية، وذلك استجابة لرد فعل لا إرادي في بعض الحالات، مثل:
- الشعور بالبرد.
- لمس الجزء الداخلي من الفخذ.
- شعور الطفل بالتوتر أو في أثناء البكاء الشديد.
أيضًا في بعض الأحيان قد يكون الانكماش نتيجة ما يلي:
- إصابة الطفل بالخصية المعلقة وهي عدم نزول الخصية من تجويف البطن إلى كيس الصفن بصورة كاملة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل أو بعدها.
- الإصابة بضمور في الخصية، وذلك نتيجة وجود مشكلات هرمونية أو أمراض وراثية أو إصابات تؤثر في تطور الخصيتين، وهو الأمر الذي يتطلب حينها فحص سبب صغر حجم الخصيتين عند الأطفال وعلاجه.
من ثم يجب استشارة الطبيب في حال ملاحظة أي من الأعراض الآتية:
- انكماش أو انقباض مستمر في كيس الصفن.
- تأخر بلوغ الطفل.
- عدم نزول الخصية إلى كيس الصفن حتى بعد بلوغ الطفل سن 6 أشهر.
- وجود مشكلات في عملية الانتصاب.
ما سبب كبر الخصيتين عند الأطفال؟
بعد التعرف على شكل الخصيتين الطبيعي للأطفال، قد يلاحظ بعض الأهل كبر حجم إحدى الخصيتين أو كيس الصفن، وهو الأمر الذي قد يكون دلالة على حالة طبية تتطلب الفحص الفوري، وذلك مثل:
- القيلة المائية، وهي تراكم السوائل حول الخصية، والتي تكون عادةً غير مؤلمة وقد تزول من تلقاء نفسها في بعض الحالات.
- الفتق الإربي، وهو دخول جزء من الأمعاء أو الدهون إلى كيس الصفن عبر نقطة ضعف في جدار البطن، ويتطلب تدخلًا جراحيًا.
- التواء الخصية، وهي حالة طارئة تحدث عندما يلتف الحبل المنوي مما يقطع إمداد الدم، وتسبب ألمًا حادًا ومفاجئًا وتضخمًا ويجب علاجها جراحيًا على الفور.
الخصية المعلقة والتدخل الجراحي
في إطار حديثنا عن شكل الخصيتين الطبيعي للأطفال، ينبغي توضيح حالة الخصية المعلقة والفرق بينها وبين الخصية النطاطة، إذ تعد الخصية المعلقة واحدة من المشكلات الأكثر شيوعًا لدى الأطفال، وفيها تظل الخصية في البطن أو القناة الأربية بدلًا من النزول إلى كيس الصفن، والتفرقة بين الخصية المعلقة والنطاطة مهم للغاية لتحديد الحاجة إلى التدخل الطبي، ويظهر الفرق فيما يلي:
الخصية النطاطة طبيعية ويمكن دفعها بسهولة إلى كيس الصفن باليد وتبقى فيه لفترة وجيزة، ولا تحتاج إلى علاج جراحي وغالبًا ما تستقر في مكانها الدائم عند البلوغ.
- الخصية المعلقة غير موجودة في كيس الصفن ولا يمكن دفعها إلى مكانها الطبيعي، ومن ثم تتطلب علاجًا جراحيًا لإنزالها وتثبيتها.
- يمكنك معرفة كم تستغرق عملية الخصية المعلقة عند الأطفال؟ من خلال مطالعة هذا المقال.
ما هو العمر المناسب لعملية الخصية المعلقة؟
يوصي الأطباء بإجراء عملية الخصية المعلقة في الفترة ما بين 6 أشهر و 12 شهرًا من عمر الطفل، والسبب الرئيسي للتبكير في الجراحة يعود إلى ما يلي:
- تجنب التلف الحراري للخصية، فعندما تبقى الخصية في غير مكانها الطبيعي، فإنها تتعرض لدرجة حرارة أعلى من المعدل الطبيعي وهو أمر غير قابل للإصلاح لخلايا الخصية المتضررة.
- الحفاظ على الخصوبة والقدرة على إنتاج الحيوانات المنوية عند البلوغ بصورة طبيعية.
- تقليل خطر الإصابة بالأورام، إذ إن الخصية المعلقة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الخصية في مرحلة البلوغ.
في النهاية،
إن معرفة شكل الخصيتين الطبيعي للأطفال والفحص المنتظم لأعضائهم التناسلية، ليس أمرًا ثانويًا بل هو ضرورة لضمان مستقبل الطفل الصحي، وعليه يجب عدم الخجل من طرح أي أسئلة خاصة بهذا الأمر على الطبيب في حال الشك في وجود مشكلة ما لتدارك الحل مبكرًا.