تجربتي مع الخصية المعلقة

تجربتي مع الخصية المعلقة

تُعد الخصية المعلقة من الحالات التي تُصيب العديد من الأطفال حديثي الولادة وتُثير القلق أو حتى الذعر لدى الوالدين، ويبدأ تدفق الأسئلة عند هذه النقطة: هل تدل هذه الحالة على مشكلات صحية خطيرة؟ هل سيظل الطفل هكذا إلى الأبد؟ هل سيكون الطفل قادرًا على الإنجاب في المستقبل؟

والسؤال الأهم هو كيف تجري رحلة العلاج، أو يُطرح عادةً بصيغة: “كيف ستكون تجربتي مع الخصية المعلقة؟” وهو ما سنجيب عنه بالتفصيل في السطور الآتية بناءًا على قصص العديد من المرضى.

للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق

متى تظهر الخصية المعلقة؟ وكيف تبدو؟

كثيرًا ما نسمع من الأمهات: “في تجربتي مع الخصية المعلقة، لاحظتُ فراغ كيس الصفن عند الفحص الأول للطفل بعد الولادة، ما أثار قلقي حول سلامته وصحة تكوينه”.

وتشير هذه العبارة إلى حقيقة أن الخصية المعلقة تظهر بعد الولادة في أغلب الحالات، إذ يلاحظ الطبيب أو الوالدان أن كيس الصفن فارغ من جهة واحدة أو من الجهتين.

في بعض الأحيان، لا تُرى الخصية إطلاقًا، بينما في حالات أخرى يمكن تحسّسها أعلى الفخذ أو في القناة الأربية.

وجدير بالذكر أن الأمر قد يختلط على البعض بسبب اختفاء الخصية أحيانًا عند الأطفال عندما تنقبض العضلة المسؤولة عن رفعها نتيجة البرد أو الخوف، لكن تلك الحالة مؤقتة وتختلف تمامًا عن أعراض الخصية المعلقة الحقيقية.

كيف تُعرف الخصية المعلقة الحقيقية؟

من القصص الشائعة أيضًا كثيرًا ما يُقال: “في تجربتي مع الخصية المعلقة، لم نكن متأكدين في البداية من طبيعة التشخيص”.

إذ لا يكفي اختلاف مظهر الخصية عن شكل الخصيتين الطبيعي للأطفال، وذلك لأن هناك عدة أنواع من الخصية المعلقة:

  • الخصية المعلقة الحقيقية: وفيها تبقى الخصية في مسار نزولها الطبيعي لكنها لا تصل إلى الصفن، وغالبًا يمكن للطبيب تحسّسها.
  • الخصية غير المحسوسة أو المهاجرة: تكون الخصية داخل البطن ولا يمكن لمسها من الخارج.

ويعتمد التشخيص على الفحص السريري، وقد تُستخدم الأشعة أو المنظار لتحديد موقعها بدقة، وهو أمر شديد الأهمية لتحديد نوع الجراحة المناسب بين عملية الخصية المعلقة للأطفال بالمنظار أو عملية إنزال وتثبيت الخصية التقليدية.

أسباب الخصية المعلقة

كثيرًا من ستسمع من أهالي الأطفال قولهم: “في تجربتي مع الخصية المعلقة، لم يكن هناك سبب واضح يفسر إصابة الطفل بهذه الحالة.”

وهو قول شائع لأن السبب الدقيق للخصية المعلقة ما يزال غير محسوم علميًا، لكنّ الأطباء يرجّحون عوامل هرمونية ووراثية تؤثّر في نزول الخصية من البطن إلى الصفن في الشهر السابع من الحمل.

أيضًا قد يلعب ضعف الأربطة أو انسداد القناة الإربية دورًا في منع النزول، ويُلاحَظ تزايد الحالة لدى الأطفال المولودين قبل الموعد الطبيعي أو الذين يعانون وزنًا منخفض عند الولادة.

يمكن كذلك أن تساهم بعض العوامل البيئية في اضطراب حركة الخصيتين، مثل تعرّض الأم لبعض الهرمونات الصناعية خلال فترة الحمل.

مضاعفات الخصية المعلقة إذا لم تُعالج

يُعد السؤال الأهم في هذه الرحلة هو: ما تأثير الخصية المعلقة في صحة الطفل مع الوقت؟ ذلك أن ترك الخصية المعلقة دون علاج قد يؤدي إلى مشكلات معقّدة، مثل:

  • تأثر إنتاج الحيوانات المنوية وارتفاع خطر العقم لاحقًا نتيجة تعرض الخصية للحرارة المرتفعة داخل البطن.
  • ارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان الخصية بنسبة تفوق الطبيعي بعدة أضعاف.
  • احتمالية الإصابة بالتواءات الخصية المعلقة أو إصابات في القناة المنوية، مما يسبب آلامًا حادّة ويهدّد بضمور الخصية إن لم يُعالج سريعًا.

مع ذلك فلا داعي للقلق كثيرًا، فالخصية المعلقة من الحالات التي يُجرى علاجها في الوقت المناسب.

اقرأ أيضًا: ما بعد عملية الخصية المعلقة

في أي عمر يبدأ التدخل لعلاج الخصية المعلقة؟

كثيرًا ما نسمع من قصص الآخرين: “في تجربتي مع الخصية المعلقة، بدأت رحلة العلاج بعد بلوغ الطفل الشهر السابع من عمره”، بينما في تجارب أخرى يُقال: “خضع الطفل لجراحة الخصية المعلقة بعد نحو سنة من ولادته”.

ذلك أن الوقت المناسب للتدخل الجراحي يكون بعد 6 أشهر إلى 12 شهرًا، ويُوصي الأطباء بمتابعة الطفل منذ الولادة حتى هذا العمر، إذ قد تنزل الخصية تلقائيًا خلال تلك الفترة.

وجدير بالذكر أن التأخير في العلاج بعد هذا العمر يقلّل من كفاءة الخصية وقدرتها المستقبلية على إنتاج الحيوانات المنوية.

كيف تُجرى جراحة الخصية المعلقة

تُعد الجراحة هي الوسيلة الأساسية لعلاج الخصية المعلقة، ما يدفع الأهالي للتساؤل: “هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟” لذا سنحاول هنا توضيح مجرى العملية بصورة مفصلة.

تُجرى العملية تحت تخدير عام في معظم الحالات، بعد ذلك يفتح الجرّاح شقًا صغيرًا في منطقة الفخذ أو البطن، يحرّر الخصية من الأنسجة التي تعيق حركتها، ثم يثبّتها داخل كيس الصفن بواسطة غرز دقيقة تمنع ارتدادها إلى الأعلى.

وفي الحالات المعقّدة حين تبقى الخصية داخل البطن، يُستخدم المنظار لتحديد موقعها وسحبها إلى موضعها الطبيعي.

نسبة نجاح جراحة الخصية المعلقة

تتجاوز نسبة النجاح 90٪ في معظم المراكز المتخصصة، خاصة عند إجراء العملية في العمر المناسب.

وبعبارة أخرى، تحافظ الخصية المثبّتة في وقت مبكر غالبًا على وظائفها التناسلية والهرمونية بصورة طبيعية، بينما تقلّ هذه النسبة في حال تأخّر التدخل لسنوات.

كيف أعرف أن الخصية المعلقة نزلت؟

يُلاحظ الأهل امتلاء كيس الصفن في الجهة التي كانت فارغة، مع اختفاء أي فرق في الحجم بين الجهتين، ويمكن للطبيب التأكّد بسهولة من خلال الفحص.

هل صاحب الخصية المعلقة ينجب؟

نعم، إذا عولجت الخصية في الوقت المناسب، تبقى فرص الإنجاب مرتفعة، بينما قد يقلل التأخير في العلاج عدد الحيوانات المنوية وجودتها.

ما هي الآثار الجانبية لعملية الخصية المعلقة؟

قد تظهر كدمات بسيطة أو تورّم محدود حول كيس الصفن ويختفي عادة خلال أيام، ومن النادر أن يحدث التهابات أو ضعف في الخصية نفسها.

ما سبب عدم نزول الخصيتين عند الأطفال؟

يرتبط السبب غالبًا بعوامل وراثية أو هرمونية أو ولادة مبكرة تعيق اكتمال نزول الخصيتين من البطن إلى الصفن.

ما هو العمر المناسب لعملية الخصية المعلقة؟

يتراوح أفضل عمر لإجراء العملية بين 6 و12 شهرًا، وذلك لأن التدخل المبكر يمنح الخصية فرصة أفضل للنموّ الطبيعي والوظيفة المستقبلية.

الخلاصة،
وبذلك نكون قد أجبنا عن سؤال: “كيف ستكون تجربتي مع الخصية المعلقة؟” فبينما تثير هذه الحالة قلق الأهالي بشدة على صحة أطفالهم، لم تعد الخصية المعلقة تُشكّل تهديدًا كبيرًا اليوم مع تطور التقنيات الطبية وارتفاع نسب النجاح.

للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق