تصيب الكثير من الأمراض الأطفال حديثي الولادة، والتي قد لا تظهر خلال فترة الحمل، ولعل العيوب الخلقية للعضو الذكري للأطفال من أكثر المشكلات التي تربك الأهل وتُثير قلقهم.
لا ترتبط هذه العيوب دائمًا بخلل جيني خطير، بل قد تنتج عن اضطرابات بسيطة في أثناء تكوّن الجنين، وفي كلتا الحالتين تحتاج إلى متابعة دقيقة وتدخّل مبكر لتجنّب آثارها السلبية على التبول أو الحياة الجنسية للطفل في المستقبل.
في هذا المقال نُسلّط الضوء على أبرز هذه العيوب وأسبابها، وطرق علاجها الحديثة.
للحجز و الاستعلام مع الدكتور محمود طارق
أسباب العيوب الخلقية للعضو الذكري للأطفال
تنشأ العيوب الخلقية للعضو الذكري للأطفال خلال المراحل الأولى من تكوّن الجنين داخل الرحم، عندما يبدأ الجهاز التناسلي الذكري بالتشكّل.
وتتأثر هذه المرحلة بعدة عوامل مثل:
- اضطرابات الهرمونات مثل اضطرابات الغدة الدرقية.
- تناول الأم أدوية معيّنة خلال الحمل دون إشراف طبي.
- التعرض لمواد كيميائية ضارة.
وقد تؤدي إصابة الأم بسكر الحمل إلى زيادة احتمال ظهور هذه العيوب، كما تلعب العوامل الوراثية كذلك دورًا في إصابة بعض الأطفال، خصوصًا إذا وُجد تاريخ عائلي لعيوب خلقية مشابهة.
أشهر العيوب الخلقية للعضو الذكري للأطفال
تنطوي أكثر العيوب الخلقية التي تصيب العضو الذكري شيوعًا على ما يلي:
عيوب فتحة مجرى البول الخلقية .. المبال الفوقاني
المبال الفوقاني هو أحد العيوب الخلقية للعضو الذكري للأطفال نادرة الحدوث، وفيه تقع فتحة مجرى البول في الجزء العلوي من العضو الذكري بدلًا من موقعه الطبيعي في مقدمته.
يؤدي ذلك إلى صعوبة في التبول أو انحراف مجرى البول، وقد يؤثر لاحقًا في الوظيفة الجنسية للطفل، بسبب اعوجاج العضو الذكري.
يحتاج الطفل في هذه الحالة إلى تقييم دقيق من طبيب جراحة الأطفال، وغالبًا ما يحتاج إلى تصحيح جراحي في عمر مبكر لإعادة بناء مجرى البول بطريقة تسمح بالتبول طبيعيًا.
المبال التحتاني
على عكس المبال الفوقاني، يُعدّ المبال التحتاني أكثر تشوهات الأعضاء التناسلية عند حديثي الولادة شيوعًا.
في هذه الحالة، تظهر فتحة مجرى البول أسفل الرأس أو في منتصف القضيب أو حتى بالقرب من كيس الصفن، وقد يصاحبها ذلك أحيانًا انحناء بسيط في القضيب.
وعادةً ما يمتنع الطبيب عن ختان الطفل في هذه الحالة بهدف استخدام جلد الطهارة في عملية إعادة بناء مجرى البول، وهي عملية تُجرى عادة في السنة الأولى أو الثانية من عمر الطفل، لضمان نتيجة تجميلية ووظيفية جيدة.
وعادة ما يكون هذا هو السن المناسب لإصلاح كثير من المشكلات التي تصيب الجهاز التناسلي للأطفال مثل الخصية المعلقة، لذلك يُوصى بإجراء عملية الخصية المعلقة عند الأطفال قبل بلوغ الطفل عامه الثاني لحماية الخصية من التلف الدائم.
هل احمرار رأس الذكر عند الأطفال من العيوب الخلقية؟
قد يُلاحظ الأهل احمرارًا أو تورمًا في رأس القضيب عند الطفل، مما يجعلهم يعتقدون أن الطفل مصاب بأحد العيوب الخلقية للعضو الذكري للأطفال.
لكن هذا غير صحيح، إذ ينتج هذا عادةً عن التهاب بسيط بسبب قلة النظافة أو احتكاك الحفاض، بينما يشير أحيانًا إلى بداية عدوى بكتيرية أو فطرية تحتاج علاجًا طبيًا سريعًا.
ومن الممكن علاج احمرار رأس الذكر عند الأطفال بإجراءات بسيطة دون تدخل جراحي.
علاج العيوب الخلقية للعضو الذكري للأطفال
يختلف العلاج تبعًا لنوع العيب وشدته، ولكن الجراحة تمثّل الحل الأساسي في معظم الحالات، خاصة في المبال الفوقاني والتحتاني أو حالات مثل العضو المدفون عند الأطفال.
تُجرى العمليات عادة في عمر صغير، وذلك لتفادي أي مضاعفات نفسية أو قصور في الأداء الوظيفي والجنسي للقضيب في المستقبل، ومن الضروري البحث عن أفضل دكتور جراحة اطفال، لأنّ الدقة في هذه الجراحات تضمن نجاحها بنسبة كبيرة.
في حالات أخرى مثل احمرار الرأس أو الالتهابات البسيطة، يُكتفى بالعلاج الدوائي والعناية بالنظافة اليومية للمنطقة.
أسئلة شائعة عن الفرق بين أمراض العضو الذكري وعيوبه الخلقية
تشمل أهم هذه الأسئلة:
كيف أعرف أن ذكر طفلي سليم؟
يبدو العضو الذكري السليم برأس طبيعي، وفتحة بول تقع في مقدمة الرأس، ولا بد أن يكون اتجاه التبول مستقيم، مع وجود الخصيتين في كيس الصفن.
ويُفضَّل فحص الطفل من طبيب مختص بعد الولادة للتأكد تمامًا من سلامته.
ما هو العيب الخلقي الذي يولد به ذكر المولود؟
أشهر عيب خلقي هو المبال التحتاني، وفيه تكون فتحة مجرى البول في غير مكانها الطبيعي، وقد تظهر أيضًا حالات مثل انحناء القضيب أو العضو المدفون.
هل يوجد علاج للعضو الذكري الصغير عند الأطفال؟
نعم، ويعتمد العلاج على سبب الحالة، ولكن في معظم الأحيان يلجأ الطبيب إلى الجراحة في عمر مبكر لتجنب أي مشكلات مستقبلية خلال نمو الطفل.
ما هو علاج انكماش الذكر للداخل عند الأطفال؟
يتوقف العلاج على شدة الحالة وسببها، فإما أن يشمل تخفيف الوزن أو إجراء جراحة بسيطة وذلك حسب تقييم الطبيب المختص.
الخلاصة..
رغم تعدد التشوهات المحتملة، ابتكر الطب الحديث العديد من الحلول الفعّالة لمعظم العيوب الخلقية للعضو الذكري للأطفال، لذلك لا داعي للذعر عند ملاحظة أي منها على الطفل، بل ينبغي الحرص على استشارة الطبيب فورًا لتقييم الحالة بدقة وتحديد الإجراء المناسب لها.